تزامن العطلة المدرسية مع رمضان . هل من مشكل للأسر المغربية؟


 تزامن العطلة  المدرسية مع رمضان . هل من مشكل للأسر المغربية؟
صالح الخزاعي


تزامنت العطلة المدرسية “البينية الثالثة”، خلال الموسم الدراسي الجاري، مع أول أسبوع من شهر رمضان، مما جعل عددا من الأسر المغربية أمام ثنائية “العطلة” التي تشكل فرصةَ المتمدرسين للسفر والاستجمام والترويح عن النفس…، و”شهر الصيام” الذي يحرص فيه عدد من الصائمين على تخفيف التحرّكات والتفرغ للصلاة والصيام والقيام.

وانقسمت تصريحات أسر مغربية لجريدة هسبريس الإلكترونية إلى ثلاث فئات، الأولى ترجع كفة العطلة المدرسية وحاجة الأطفال إلى استغلالها بالشكل المطلوب، مقابل الفئة الثانية التي تعطي الأولوية لشهر الصيام والقيام، فيما تحاول الفئة الثالثة الموازنة بين متطلبات العطلة من جهة، وحاجيات الأطفال خلال العطلة المدرسية من جهة ثانية، ولكلٍّ من هذه الفئات دفوعها ومبرراتها.

أيوب حمزي، ربّ أسرة، قال إن “الأمر لا يخلق أي إشكال، لأن رمضان شهر العبادة من جهة، لكنه من جهة أخرى لا يمنعنا من الخروج والاستجمام مساءً، وتحديدا بعض الإفطار بساعتين مثلا، حيث أحرص على تمكين إبني الصغير من الرياضة في الطبيعة، دون أن أنسى نفسي لقراءة كتاب أو المشي في الأرجاء”.

وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “شهر رمضان فرصة لتغذية الروح وإنقاص الوزن، ومناسبة للاستعداد للصيف لهذه السنة، أما العطلة المدرسية فهي قصيرة بشكل يجعلها صالحة للراحة أو الاستجمام بالمناطق القريبة، خاصة في ظل التساقطات المطرية”.

من جانبه، قال عبد القادر علالي، رب أسرة: “لا أجد أي مانع يحول دون تمكني من التنقل والسفر بأسرتي الصغيرة خلال شهر رمضان”، موضحا ذلك بكون “فرحة الأطفال بالعطلة المدرسية أولى من جهة، ولأن الله تعالى يُعبد في كل مكان من جهة ثانية”.

وفي محاولة لإصابة عصفورين بحجر واحد، أشار علالي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن “أسرته الصغيرة تحرص على تقليص مدة السفر إلى يومين فقط، واختيار الوجهة ضمن المدن التي يقطنها بعض أفراد العائلة من أجل صلة الرحم، بدل الذهاب إلى الأماكن السياحية”.

أما فاطمة الزهراء خلفادير، فقالت: “اشتغلتُ على هذه النقطة بشكل استباقي، حيث شرحت لابنتي ذات الست سنوات أن رمضان يزورنا في أيام معدودات، ويُحضر معه أجواء روحانية للتقرب إلى الله أكثر، من خلال الصيام والصلاة لقبول الدعاء، مما خلق نوعا من الشوق في نفسها لاستقبال هذا الضيف الكريم”.

وأضافت قائلة لهسبريس: “ابنتي عبّرت عن شوقها لاستقبال هذا الشهر الكريم في المنزل، واعتباره شخصا عزيزا يحل ضيفا بين أفراد العائلة الذين يجتمعون في صلاة التراويح وتناول الوجبات الغذائية الليلية، إلى درجة أصبحت تسألني عن موعد وصول هذا الضيف لإكرامه في منزل العائلة بفرحة تتجاوز بكثير فرحة العطلة والسفر”.

أما المصطفى سامح، ربّ أسرة، فقد فصرح لهسبريس بأنه “بالنظر إلى خصوصيات شهر رمضان الكريم، أحاول قدر الإمكان تجنب السفر خلال هذه الفترة من السنة، وأقتصر على اصطحاب أبنائي في بعض الجولات الخفيفة في الفضاءات القريبة كالمنتزهات والشواطئ وخرجات التسوق…”.

وبعدما أوضح أنه “لا يقوم بالخرجات والجولات المذكورة في أوقات تتزامن مع مواعيد القيام بالشعائر الدينية، كقراءة القرآن والصلاة والقيام…”، شدّد سامح على أنه “لا يمكن إغفال المعطى المتعلق بارتفاع أسعار المحروقات الذي يحتم علينا ترشيد استعمال السيارة ووتيرة التحركات”.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال