“اقتصاد الحياة”

 


 “اقتصاد الحياة”

محمد الراجي


قال أنس الدكالي، وزير الصحة السابق، إن جائحة فيروس “كورونا” خلفت دروسا مهمة، من أهمها ضرورة التركيز على الاستثمار في “اقتصاد الحياة”، ويُقصد به تكثيف العناية بالقطاعات الأساسية كالصحة والتعليم والطاقات المتجددة وغيرها من القطاعات الحيوية.

واعتبر الدكالي، في لقاء تواصلي نظمه “المركز المغربي لدراسات التنمية”، مساء الجمعة، أن جائحة “كورونا” زكّت الأهمية القصوى للصحة والرقمنة، “فلولا القطاع الصحي والرقمنة لتوقفت الحياة، خاصة خلال فترة الحجر الصحي”، على حد تعبيره.

وأضاف أن الأنظمة الصحية في جميع بلدان العالم “قهرتها الجائحة”، وأن المغرب استطاع أن يتجاوز هذه الأزمة، مبرزا أن القطاع الصحي سجل لأول مرة، خلال فترة الوباء، ارتفاعا في المردودية والالتزام والحضور، وكذلك تطور التنسيق والتعاون بين القطاعين العام والخاص.

وبالرغم من أن القطاع الصحي في المغرب لا يزال يعاني من نقص الموارد المالية، حيث لم تتمكن المملكة بعد من بلوغ نسبة 12 في المائة كميزانية لوزارة الصحة من إجمالي الميزانية العامة، كما توصي بذلك منظمة الصحة العالمية، فإن الدكالي يرى أن ورش الحماية الاجتماعية الذي أطلقه الملك “يمثل ثورة اجتماعية وبشرية”.

واستعرض وزير الصحة السابق عددا من المنجزات المحققة في هذا المجال، من قبيل ارتفاع أمد الحياة لدى المغاربة بتسع سنوات، وانخفاض نسبة وفيات الأمهات الحوامل، مبرزا أن “المؤسسات الدولية تقيس وضعيتنا بناء على هذه المؤشرات، التي تؤكد أن المغرب لديه رغبة في تطوير القطاع الصحي والرقي به نحو الأفضل”.

وبخصوص رؤيته لتوفير فرص الشغل، أوضح الدكالي، الذي شغل منصب مدير الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، أن ما يتم وضعه من برامج في هذا المجال مهم، قبل أن يستدرك بأن انخفاض عدد مناصب الشغل التي تخلقها كل نقطة من النمو يظل ضعيفا، إذ لا يتعدى 20 ألف فرصة شغل.

ويرى المتحدث ذاته أن النمو الديمغرافي الكبير الذي يشهده المغرب، حيث تمثل نسبة الساكنة النشيطة 63 في المائة من إجمالي عدد السكان، يعتبر فرصة للمغرب، ومن خلاله يمكن تحقيق قفزة تنموية، لكنه حذر من أن هذه الفرصة “يمكن أن تصير خطرا”.

واعتبر الدكالي أن مصدر الخطر يتجلى في الشباب الذين يعيشون حالة عطالة وليسوا في التعليم ولا في التكوين ولا في سوق الشغل، ذاهبا إلى القول إن هذه الفئة من المجتمع “هي القنبلة الموقوتة”.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال